لوعة الشوق .... في صندوق الذكريات
على ذلك الكرسي....
تهتز مع حفيف الشجر...
في ذلك الكوخ بين أشجار الربيع الوارفة الظلال..
والأزهار الصفراء وسنابل القمح...
تلبس ثوباً أبيض كروحها ....
تقبِّلُ أطراف الأرض برفق...
تمسك صندوقاً بين يديها ...
تفتحه برفق...
تفك شريطاً من المخمل الأحمر ...
تحتضن رسائل مشدودة الى قلبها....
أول رسالة كانت منه لها في عيد مولدها
يقول فيها ... هذه أول سنة تمر على حبنا العفوي ...
كل عام وأنتِ جميلة ...في عيني..
سحاب مركوم بدأ يتجمع في عينها .....
كانت تمعن النظر متجمدة الأطراف ...
فقط تقرأ و تتذكر ...
الرسالة الثانية و الثالثة كانت أمنيات ...
أن يظلا أبد الدهر معاً...
في رحلة طويلة لا تنتهي ...
رحلة عناق الأرواح...
سقطت أول قطرةٍ من عينها إذاناً بنزول الغيث
بدأت جهشات صدرها تكسر أغلال حبسها
وترتعد شفاه كما الجمر في حمرتها ...
اعتصرت حزناً...
آخر ذكراه كانت وردة عفى عليها الزمن ....
أمسكتها برفق بين يديها أمسكت عمراً مديداً من الذكرى...
وأياماً كانت أغلى من العمر ....
و أكبر من الخلود...
ترفقت بتلك الوردة ....
حالها الآن كحال الوردة...
مجرد بقايا من ذكريات بالية و أشلاء عاطفة...
مجرد خيال ليس من الواقع ولا يمُتٌّ للوهم بصلة ...
أعادت قلبها إلى الصندوق
و ألقت تعويذة العشق ....
و أعادت الوردة لتابوتها ...
ربطت شعرها الذي يشبه سنابل القمح ....
بذلك الشريط المخملي الأحمر
وكأنها تقول ....
ذكراك معي في صندوق القلب ...
في أعماق الروح ....
وهاهو رباطها يلف شعري
ليحفظ ذكراك بين خصلاته حتى لا تتبعثر ...
وتلقى في مفترقات الطرق...
تسمع صوتاً قادما ً من بعيد ....
يشدها رغماً عنها بعيداً عن ذكراه
صوتاً ينتزعها من أحلام ربيع فانٍ...
صوت غريزي يناديها ....
أمي أليست جميلة هذه الوردة التي جمعتها لك ؟
لكني أخاف أن تذبل